رجال دين من النقب : ” اختصروا الاعراس ..من يتسبب في انتشار الوباء يؤثم ويحاسب على ذلك “

التقى مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما عددا من المواطنين ورجال الدين في منطقة النقب، الذين ادلوا بدلوهم حول كل ما يتعلق بموضوع الكورونا، ابتداء من إقامة الاعراس، مرورا بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة وعدم زيارة الأجداد والجدات وضرورة الالتزام بالحجر الصحي ، وانتهاء بتجمهر الشباب في المقاهي ومحال الاراجيل.

اول المتحدثين الشيخ جمال العبرة مفتش مساجد النقب في وزارة الداخلية ومركز موضوع الكورونا في منطقة النقب، قال لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما: “الحمد لله نحن في النَّقب ملتزمون تماما بأوامر وزارة الصحة، والأفراح تُقام بشكل مصغّر ولا تجمع سوى الأقارب من الدرجة الأولى؛ ولذلك ممكن أن تستمر الأعراس في مثل هذه الظّروف. ومن هذا المنبر أوجِّه رسالة لكل من أقام حفل زفاف موسَّعا في ظلّ أجواء الكورونا، وأقول له: اتَّقِ الله في نفسك وغيرك، والقاعدة الفقهيَّة تقول لا ضرر ولا ضرار، فعلى الإنسان أن يكون عبرة ومثالا لغيره، فتخيل كم سيتألم عندما يعيش على حقيقة أنَّه كان سببًا في موت إنسان أو إصابة آخر بالكورونا، ومن هنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي جميع من يقيمون الأفراح والأعراس بشكل كبير”.

“الالتزام بالحجر الصحي مسؤولية كبرى على الجميع”

وأضاف العبرة: “على قدر المعلومات التي تصلني أنَّ القسم الأكبر ملتزم بالأمر، وأحبّ أن أقول ان الالتزام بالحجر الصحي مسؤولية كبرى على الجميع ومن لا يحافظ على الحجر الصحي فإنه يضر غيره، ومن هنا على الإنسان أن يفكِّر في نفسه وأهل بيته، وإن لم يرض الأمر لأهل بيته، فلماذا يرضاه للآخرين؟. إن التزامنا بتعليمات وزارة الصحة يعني أن نعود إلى المدارس بالسرعة المطلوبة، أما إذا لم نلتزم، فإنَّنا سنضطر لإجلاس أبنائنا في المنازل فترة طويلة؛ ولذلك أتمنَّى أن يأخذ كلّ منا مسؤولية شخصية على نفسه، وأن يلتزم بالحجر الصِّحيّ”.

وحول زيارة الأهالي والأجداد، قال العبرة: “أعتقد أنه في ظل هذه الظروف، فإن الاتصال الهاتفي يكفي للاطمئنان على الوالد والوالدة، والجد والجدة، حتى لا نكون سببًا في إيقاع الضرر لهم. أنصح الشباب أن يفكروا في أهلهم، في والدهم ووالدتهم وأجدادهم، كي لا يكون سببا في وفاتهم، وأرجو أن يبتعدوا عن التجمهر والمقاهي كي نخرج من هذه الأزمة”.

“من يتسبب في انتشار الوباء يؤثم ويحاسب على ذلك بلا شك”

من ناحيته، قال الأستاذ د. سالم أبو مديغم مدير مدرسة بيت الحكمة الابتدائية في رهط، لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما: “صدقًا نحن في أزمة وجائحة وفي مرض منتشر جدا في البلاد، وعليه يجب احترام التّعليمات التي تصدر عن وزارة الصحة، وخاصة فيما يتعلق بالأعراس وتقليص أعداد المشاركين، فالفرحة موجودة مهما كان العدد، كبيرًا أم صغيرًا، ولكن في هذه الفترة علينا اتباع التعليمات وتقليص أعداد المشاركين من أجل أنفسنا والأقرباء منا، وإن أمكن أيضًا التأجيل من أجل توسيع الفرحة. وأقول لمن أقام زفافا مخالفًا للتّعليمات، وكان مسبِبًا لتفشي الفيروس:  أن يتقي الله في نفسه ومجتمعه، ففي هذه الحالة إذا تسبب في انتشار الوباء، وأدى ذلك إلى وفاة، فهو يؤثم ويحاسب على ذلك لا شك”.

وتطرق أبو مديغم الى الحجر الصحّي، قائلا: “إن الحجر الصحي فيه شفاء، وهو أمر من ثقافتنا، ومعروف منذ القدم، ففي وقت انتشار الأمراض، كان الناس يحجرون أنفسهم، ويتوقّفون عن الاختلاط. وعليه، كلَّما التزمنا بالحجر الصحي، سيصبح عدد المرضى أقل، مما يعني حالات صعبة أقل، وكذلك الأمر لحالات الوفاة، مما يؤدي إلى خروج البلاد من هذه الأزمة بشكل سريع وأفضل، فالأضرار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية صعبة جدا في هذا الأمر”.

وحول عودة الطُّلَّاب الى المدارس، قال: “لا شكّ جلوس الطلاب في البيت دون عودتهم للمدارس هو خسارة فادحة، يصعب تعويضها بالكامل؛ ولذلك كلما التزمنا أكثر، كلما كانت عودتنا أسرع وأقرب، وعلينا الالتزام أكثر حتى نستطيع أن نعيد الطلاب، وخاَة المدارس الابتدائية؛ لأن طلابها بأمس الحاجة ليكونوا في صفوفهم مع معلميهم ومعلماتهم؛ لإتمام المسيرة التّدريسية”.

وتابع أبو مديغم حول موضوع زيارات الجد والجدة، قائلا: “لا شكّ أنّنا مجتمع متراحم ومترابط أسريا، فالمنع القطعي في هذه الأيام يصعب تطبيقه، ولذلك علينا التخفيف جدا من هذه الزيارات والسلام والمصافحة، فلا تحاولوا الاختلاط والاقتراب من الأجداد والجدّات؛ حتى لا نتسبب لهم بأضرار صحية. قلت مرارًا وتكرارًا، إن المجتمعات تقاس في المحن والظروف، من حيث نسبة وعيها وتصرفاتها وإدراكها للواقع، وكلّما كان لدينا التزام أكبر، فإن هذا دليل واضح على وعي المجتمع، والشباب هم أملنا ومستقبلنا في تطبيق هذه التعليمات؛ لأنهم يشكلون باقي المجتمع في الالتزام بالتَّعليمات الواردة عن وزارة الصحة”.

“لنعمل على ان تكون افراحنا ومناسباتنا قليلة العدد وكثيرة البركة”

النَّاشط السياسي والاجتماعي يوسف أبو جعفر من رهط، ادلى بدلوه حول هذه المواضيع بالقول: ” أقول للجميع، ليس هناك أي داعٍ للتأجيل، ولكن البركة ليست في عدد المشاركين أو عدد صحون الطعام أو نوعية العام، أو الفرق الموسيقية، البركة تكمن في التّواضع، فلتكن أعراسنا متواضعة وتشمل المقربين فقط، فليس هناك داعٍ للخروج عن هذا النظام، فجميع العالم أصبح يتغير بعد الكورونا، ولا نستطيع العودة للماضي، وإذا تطور الأمر وأصبح هناك لقاح للكورونا، فليكن، ولكن لا داعي للتأجيل ولكل التَّبذير، ولنعمل على أن تكون أفراحنا ومناسباتنا قليلة العدد وكثيرة البركة. واوجّه رسالة لمن أقام أعراسا في الآونة الأخيرة وتسبَّب بانتشار الفيروس: أسأل السلامة لمن أصيب خلال أحد الأعراس، وأريد أن أقول إن الألم الشديد الذي سيرافق الإنسان في حال إصابة أحد الأشخاص هو ألم الفقدان، ولكن إذا قدر الله أن يمرض أحد ويموت، سيبقى ذلك يؤلمك طوال العمر، وسوف يتذكر الناس أن الرجل توفي في عرسك أنت، ولذلك فلنحدد العدد”.

وأضاف أبو جعفر: “لاحظت كثيرًا أن شعبنا يستهين بالحجر الصحي، فالحجر الصحي يعني أن أمنع الأذى عن الناس، وليس هناك سبب لخرق الحجر الصحي، وهناك مؤسسات كثيرة ترعى النّاس الذين بحاجة لشيء؛ ولذلك دعونا لا نخرق الحجر الصحي، وإن أصبت، فهناك جهات مساعدة ولا تقلق من شيء”.

وتابع: “إذا لم يعد أبناؤنا للمدارس، فنحن أمام جيل سوف يضيع، حيث لا تنتظروا لمن لم يتعلم الصف الأول في العام الماضي، ولم يتعلم هذا العام في الصف الثاني أن يصبح قارئا، بل سيكون أميًّا، ومن لم ينهِ المرحلة الثانوية في العام الماضي بالشكل الصحيح لن يصبح عالمًا، وإن صار طبيبا لن يكون بأفضل ما يرام، ولذلك نحن بحاجة للفهم، فنحن نعاني لأننا الأقليّة وليس لدينا الكثير من القدرات، فأرجو ألا نضيع أبناءنا، ونحن نعرف أن التعلم عن بعد صعب، ولكنه تحد أمامنا أيضًا، فلنركز على المواضيع الأساسيَّة كاللغات والرّياضيَّات”.

وعن عدم زيارة الجد والجدة للحفاظ على السلامة العامة، قال: “منذ فترة طويلة لم أزر أقربائي الكبار؛ لأنني أخشى أن أسّب لهم الأمراض، فلنرسل لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كي لا نضرّهم”.

وخلص أبو جعفر الى القول : “أكثر الشعوب التي تضر هي التي تخفي ألمها وخرقها للقانون، يجب أن نتوقَّف عن ذلك”.

“اقترح ان تستمر الافراح على ان تقتصر على القارب من الدرجة الاولى”

آخر المتحدثين رجل الأعمال إبراهيم أبو هاني من رهط، قال لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما : “لاحظنا أن الفترة الأولى من الوباء كان هناك التزام تام في الوسط العربي، ولكن بعد رمضان أو انتهاء هذه الفترة، بدأ الجميع يجرون المناسبات، وهذا ما أدى إلى انتشار الوباء بشكل فظيع في وسطنا العربي، وأدى إلى حالات وفاة كثيرة، وخسرنا العديد من الأشخاص الغالين على قلوبنا، والأدهى والأمرّ من ذلك أنّ الأفراح هذه وانتشار الوباء كانت لها نتائج وخيمة على الوسط العربي، وخصوصا إغلاق المدارس، فهل إجراء الأعراس بشكلها الذي اعتدنا عليه أهم من الدراسة؟ لذلك أقترح أن تستمر الأفراح ولكن أن تقتصر على الاقارب من الدرجة الأولى، فنحن في مرحلة استثنائية. أعرف أشخاصا اقاموا حفلات زفاف، وتوفي جراء ذلك أقرباء لهم، ولذلك أقول لهم اتقوا الله في أهلكم وبلدكم وفيمن حولكم”.

وعن ضرورة الالتزام بالحجر الصحي، قال أبو هاني: “أقول للجميع التزموا بإجراءات الحجر الصحي، وخاصة في المساجد، حيث لا يرتدون الكمامات ولا يتباعدون اجتماعيا. عندما نلتزم بالتّعليمات فإننا نسهِّل على الحكومة أن تتخذ قرارات بعودة أبنائنا للمدارس، وخاصة الابتدائية، ولذلك علينا أن نعمل بشكل حثيث من أجل عودة أبنائنا للمدارس”.

وحول زيارة الوالد والوالدة، قال: “لا أحد يستطيع الاستغناء عن الأهل، ولكن على الجميع الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، فنحن لا ندعو للقطيعة، ولكنَّنا ندعو للالتزام بتعليمات وزارة الصِّحَّة، والاكتفاء بالحديث هاتفيًّا معهم”.

وختم أبو هاني حديثه قائلا: “أعرف العديد من الأشخاص الذين يفتحون مقاهيهم، وهذا أمر غير منطقي، وعلينا أن نلتزم وأن يكون لدينا مسؤولية تجاه البلد والأهل”.

ابراهيم ابو هاني

المربي سالم ابو مديغم


الشيخ جمال العبرة


يوسف ابو جعفر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *