اطباء من النقب : عدم الالتزام بالتعليمات مثل غرس سكين في ظهورنا – مهم جدا ان تأخذوا تطعيم الانفلونزا


د. رسمية ابو ربيعة

وجه اطباء من النقب، رسالة الى الجمهور العربي ناشدوهم فيها بالالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، وخاصة الالتزام بالتقييدات المتعلقة بالاعراس والتجمهر والاحتفالات. وأكد الاطباء ان فيروس  كورونا رهيب حقًا وقاتل. واضاف الاطباء : “تخيّلوا أن تكونوا أنتم، نعم أنتم، السبب في انتقال العدوى لأحد الأشخاص وتسببتم بوفاته، كيف سيكون شعوركم؟ قد تندمون لاحقًا، لهذا تصرفوا بحذر منذ الآن واتبعوا التعليمات”.
وشدد الاطباء على ضرورة ارتداء الكمامة والتقيد بالتعليمات، خاصة وان  المستشفيات قد تنهار باية لحظة.
ووجه الاطباء رسالة قالوا فيها: “جميعنا معرضون للإصابة بالعدوى، الكورونا ليست حكرًا على كبير أو من يعاني من أمراض مزمنة. لذلك مهم جدا ان تحصلوا على التطعيم ضد الانفلونزا” .
افتتح الدكتور سعيد الزبارقة من رهط، مدير قسم الطوارىء في مركز الحياة الطبي، حديثه لموقع بانيت وصحيفة بانوراما قائلا: “يجب تذكير المواطنين بان الكورونا فيروس موجود وحقيقي، وباء ينتقل عن طريق العدوى، والجميع معرض للإصابة دون استثناء، سواء كان كبيرا ام صغيرا، وخاصة كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة. يجب ان نذكّر أيضا انه يرقد في قسم الكورونا في مستشفى سوروكا حوالي 60 مريضا، من بينهم 30 مصابا بحالة حرجة واثنان موصولان بجهاز التنفس الاصطناعي وحياتهم معرضة للخطر في اية لحظة، ومن بين الـ 60 يحتمل ان يوصل 30 منهم بجهاز التنفس الاصطناعي ما يؤدي في النهاية الى الوفاة”.

“نسبة عالية من تفشي الإصابة بالكورونا بسبب الاعراس والمناسبات”

وأضاف د. الزبارقة: “نسبة تفشي الإصابة بسبب الاعراس هي نسبة عالية بسبب التجمهر الكبير وعدم الالتزام بتعليمات وزارة الصحة كما يجب، وعدم ارتداء الكمامات وعدم المحافظة على مسافة بين المدعوين. وهنا اود ان أقول ان هناك نسبة عالية من تفشي الإصابة ليس فقط في الاعراس بل في كل المناسبات التي يكون فيها تجمهر. من هنا أنصح جميع الشباب المقبلين على الزواج بان تكون حفلات اعراسهم مختصرة وتقتصر على العائلة فقط، واذا أرادوا ان يفرحوا فليقيموا حفلاتهم في وقت آخر”.

وتابع الزبارقة: “مؤلم ان تسمع انه بعد إقامة عرس عن إصابة شخص بحالة حرجة ما يؤدي في النهاية الى وفاته، والسبب الرئيسي ان العدوى انتقلت اليه عن طريق احد الاعراس بسبب عدم الالتزام بتعليمات وزارة الصحة”.

واختتم الزبارقة حديثه بالقول: ” جهاز الصحة في البلاد هو جهاز منظم، ولكن للأسف الشديد اذا لم يتم الانتباه اكثر والالتزام بتعليمات وزارة الصحة فان ذلك يؤدي الى انهيار جهاز الصحة في البلاد، ما يؤدي بالتالي الى كارثة كبيرة. لذا انصح الجميع بان يلتزموا بجميع تعليمات وزارة الصحة وخاصة ارتداء الكمامة والمحافظة على المسافات بين الأشخاص، وبالنسبة للاعراس انصح بتجنب المشاركة في الاعراس الا اذا كان من عائلة المحتفلين، وان تكون الاعراس مختصرة لمنع تأزم الوضع اكثر”.

“اذا لم نأخذ العبرة من الإصابات وواصلنا الاستهتار فالنتيجة ستكون كارثية”

طبيب الاطفال الدكتور جبر أبو عابد مدير مركز ابن سينا الطبي في رهط، قال: “مرض الكورونا هو للأسف وباء او جائحة تفشت في جميع انحاء العالم، اسفرت عن اكثر من مليون حالة وفاة، وملايين الإصابات في العالم، وهناك حتى الآن من لا يؤمن بهذا الوباء، ولهم أقول الا يكفينا هذا العدد من الإصابات في جميع الأقسام في المستشفيات، ولا يوجد أماكن للمبيت في المستشفى، ناهيك عن حالات الوفاة. لذلك أقول ان وضعنا صعب اذا لم نأخذ العبرة من هذه الإصابات وحالات الوفاة الكثيرة في العالم عامة وفي وسطنا العربي في النقب خاصة واذا ما واصل الناس الاستهتار بهذا المرض، فان النتيجة ستكون كارثية للأسف”.

“نحن مقبلون على كارثة حقيقية ما لم نلتزم بتعليمات وزارة الصحة”

وأضاف أبو عابد: “الاعراس هي بؤرة تفشي الإصابة في الوسط العربي من شماله الى جنوبه، فمدعوونا كثيرون بالعشرات والمئات، ومعظمهم لا يلتزمون بتعليمات وزارة الصحة للحد من هذا التفشي. والعدوى بسبب الاعراس تنتقل الى باقي البيوت ما يرفع نسبة الإصابة الى اعداد كبيرة، كما تنتقل الى أماكن عمل من حضروا الاعراس، ومنا هنا تكبر دائرة تفشي الإصابة. ومن هذا المنبر أوجه رسالتي الى المقبلين على الزواج وأقول انه يجب الالتزام بتعليمات وزارة الصحة والتقليل من اعداد المدعوين الى الاعراس وجميع المناسبات وحتى الاتراح، وان تقتصر هذه المناسبات على العائلة الصغيرة كي نحد من تفشي المرض. واركز هنا على تعليمات وزارة الصحة واهمها ارتداء الكمامة وغسل اليدين والتعقيم والتباعد الاجتماعي وعدم المصافحة والتقبيل. الافراح دائما ما تقلقنا فبعدم التزامهم بالتعليمات يلقون بقنبلة على الأطباء الذين يعملون ضمن طواقم طبية محدودة في البلاد، ونحن سنكون موجودين في فترة ستكون عصيبة فناهيك عن الكورونا، نحن مقبلون على موسم الرشح والزكام والانفلونزا، ولا تستطيع غرف الطوارئ واقسام المستشفيات استيعاب الاعداد الكبيرة من الإصابة الناتجة عن المشاركة في مثل هذه المناسبات، لذا اقولها بصراحة، نحن مقبلون على كارثة حقيقية ما لم نلتزم بتعليمات وزارة الصحة”.

وانهى أبو عابد حديثه بالقول: “نحن في المستشفيات نستقبل اعدادا كبيرة من المصابين، وفي الوقت القريب سيكون من الصعب استيعاب هذه الاعداد، لان الطواقم الطبية لا تستطيع ان تعالج هذه الاعداد الكبيرة، واذا بقينا على هذا الحال فسنصل الى انهيار هذا الجهاز الحيوي لصحة الانسان، وانهيار الطواقم الطبية ونقص الأجهزة الطبية والأدوية. رسالتي لجميع الناس ان نكون على دراية بهذا الوباء وعدم الاستهتار به والالتزام بتعليمات وزارة الصحة للحد من تفشي هذا الفيروس الى ارقام ضئيلة لنستطيع معالجتها”.

من ناحيته، افتتح د. محمد أبو ربيعة حديثه لموقع بانيت وصحيفة بانوراما قائلا: “للأسف الشديد هناك اشخاص ينكرون وجود الكورونا وهذا امر محزن جدا، لان الكورونا موجود وتسبب بموت الكثير. في الموجة الأولى من تفشي المرض، كان هناك التزام اكبر بتعليمات وزارة الصحة، ولكن في الموجة الثانية ملّ الناس واستمعوا الى فرضية ان الكورونا غير موجودة. من هنا أقول ان الكورونا موجودة وبقوة، وهذه فرصة لاقدم شكري لجميع من قام بتأجيل عرسه وهم كثر، لأننا لاحظنا العدد الكبير من الإصابات نتيجة الاعراس. هناك من الشباب من يقول ان هذا المرض بسيط ولكن أقول لهم لكل منا اهل ووالدان، ولهذا يجب ان يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص العزيزين عليه، بان يلتزم قدر الإمكان بتعليمات وزارة الصحة وهي بسيطة جدا، مثل التباعد الاجتماعي على مسافة مترين، ارتداء الكمامة، غسل اليدين باستمرار وعدم التواجد في أماكن مزدحمة، وكل المشكلة لدينا كانت التجمعات. أوجه رسالتي الى المقبلين على الزواج واقترح عليهم تأجيل الاعراس الى السنة القادمة، فربما يكون هناك تطعيم وتنتهي مشكلة الكورونا واعتقد انه لا توجد صعوبة في الموضوع، ولكن اذا لم يستطع تأجيل العرس، فانا اقترح عليه أن يختصر العرس قدر الإمكان باقتصاره على العائلة فقط. نحن الأطباء نبذل جهودا كبيرة، ويحزننا ان نرى اشخاصا لا يلتزمون بالتعليمات، لذا اطلب من الجميع الالتزام في البيت واتباع تعليمات وزارة الصحة، كما اطلب من كل عريس وعروس ان يكون عرسهم مختصرا،  فلا احد يرغب في ان يصاب احد في عرسه ويموت نتيجة الإصابة، فيبقى هذا الامر كأنه شعور بالذنب طيلة حياته”.

“أطالب الجميع بالحصول على التطعيم ضد الانفلونزا”

وأضاف د. أبو ربيعة: “هناك اقسام في المستشفيات استوعبت 150 % من السعة الطبيعية لها. ومع بداية موسم الشتاء تكثر الانفلونزا ومن هنا أطالب الجميع بالتطعيم للانفلونزا لان هذا الامر سيخفف علينا في موجة الكورونا الحالية او الموجة القادمة. نحن نعرف ان المستشفيات في إسرائيل ينقصها الكثير من الأمور. اطلب من جميع المواطنين ان يلتزموا بتعليمات وزارة الصحة وان لا يخرجوا من بيوتهم بدون ارتداء الكمامة، وان لا يشاركوا في تجمعات، غسل اليدين والتباعد الاجتماعي للحفاظ على انفسهم وعلى احبائهم”.

” هناك مرضى في العزل لا يرون احباءهم”

بدورها، ادلت  د. رسمية أبو ربيعة بدلوها قائلة، قالت: “مع الأسف الشديد هناك اشخاص حتى اليوم يعتقدون ان الكورونا لعبة سياسية، لكن في الوقت الذي نرى فيها أشخاصا مرضى واشخاصا يموتون بسبب هذا الفيروس، يجب على الجميع ان يبدأ بالتفكير كيف يمنع سلسلة العدوى ويحافظ على نفسه وعلى عائلته ومجتمعه. هناك مرضى في العزل لا يرون احباءهم خاصة كبار السن، وهذه مأساة بحد ذاتها، ناهيك عن من يموتون دون ان يودعهم اقرباؤهم واحباؤهم، لا احد يستطيع ان يقدّر صعوبة الموقف الا من عاشه، آمل ان تصل الرسالة الى كل شخص بان نلتزم بتعليمات وزارة الصحة بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والتعقيم لنحاول قطع سلسلة العدوى”.

“أقول لعدم الملتزمين بالتعليمات ان هذه طعنة في الظهر للطاقم الطبي”

وأضافت: “المعطيات تثبت ان الاعراس هي مسبب رئيسي للعدوى. فمثلا لو لاحظنا الاعراس في الوسط العربي في منطقة الشمال، عندما بدا الناس يلتزمون بتعليمات وزارة الصحة قلّ عدد الإصابات بشكل ملحوظ، صحيح انه ليس كما نريد ونطمح بتقليل الاعداد اكثر فاكثر. لذا لا شك ان الاعراس والتجمهر وعدم التباعد كل ذلك نقل العدوى بين الناس. انا ضد إقامة اعراس بشكل مبالغ به، أولا بسبب الوضع الاقتصادي للناس، وثانيا بسبب وضع الكورونا يمكن تأجيل الاعراس او اقامتها بشكل مختصر ويقتصر على العائلة فقط. فانا أحزن عندما اسمع عن عرس شارك فيه عدد كبير. فانا كطبيبة عندما التزم بالتعليمات من اجل ان احميكم وانتم تقومون بفعل العكس فهذه طعنة في الظهر، فكما اهتم بكم يجب انتم أيضا ان تهتموا بالطاقم الطبي حتى يستطيع القيام بواجبه، فنحن مقبلون على فترة ليست سهلة، نحن على اعتاب فصل الشتاء الذي يتميز بمرض الانفلونزا، ناهيك عن اعداد المصابين بالكورونا، لذا أعطوا المجال للطاقم الطبي ان يعالج الناس كما يجب “.

وخلصت أبو ربيعة الى القول: “المستشفيات تتجهز لكل ما هو طارئ بمعالجة اعداد كبيرة من المصابين، وفي نفس الوقت المطلوب من الناس ان يساعدونا بالتزامهم بتعليمات وزارة الصحة”.


د.سعيد زبارقة


د. جبر ابو عابد


د. محمد ابو ربيعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *